الصهاينة.. فساد وإفساد
علي مر العصور كانت الصهيونية تشكل عوامل الفساد والإفساد في الأرض.. أفسدوا الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. وعاثوا في الأرض فسادا وإفسادا، ولم يسلم من مؤامراتهم وسفك الدماء علي أيديهم حتي أنبياء الله!!
ما نشاهده علي الفضائيات من المذابح والمجازر البشرية علي يد اليهود الصهاينة في غزة، ومانراه من سفك دماء الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ ما يفوق كل تصور وخيال إنما هو سمة من سمات الصهيونية في كل عصور التاريخ.. فلا ضمير يحكمهم، ولاقيم أخلاقية تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم، والغاية عندهم تبرر الوسيلة، حتي لو كانت هذه الوسيلة سفك دماء الأبرياء ممن لاعلاقة لهم بالحرب من نساء وشيوخ وأطفال.. انهم يهدمون المنازل علي رؤوس أصحابها، ولم يسلم من أسلحتهم المحرمة دولية مستشفي أو مدرسة أو مبان خاضعة للأمم المتحدة!
ووسط هذا الدمار والخراب الذي تقوم به آلة الحرب الاسرائيلية، وبينما تندلع مئات المظاهرات في مختلف عواصم العالم يعلن الكونجرس الأمريكي بكل حماقة تأييده للعدوان الإسرائيلي الذي أدانه مجلس الأمن بقراره ٠٦٨١، فنري الكونجرس المهووس بالآلة العسكرية الاسرائيلية وهي من صنع أمريكا.. هذا الكونجرس يدين من يدافعون عن أرضهم ويصفهم بالارهاب، ويلتمس العذر لمن يحولون سكان غزة إلي ضحايا وجرحي وأشلاء!!!
>>>
أين هذا من حضارة الاسلام.. فقد كان أعظم رسل السماء عليه الصلاة والسلام يدعو ربه عندما يقاتل:
»اللهم إنا عبادك.. وهم عبادك.. نواصينا ونواصيهم بيدك.. اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم«.
وهذا الدعاء السامي كما يقول الشيخ محمد أبوزهرة ينبعث منه اشراق النبوة، فهو لم يعتبر الأعداء أرجاسا، ولكنه اعتبرهم عباد الله تعالي، وقد صدر دعاءه بهذه الكلمة المنبعثة من أنبل روح إنساني: »اللهم إنا عبادك وهم عبادك«.. أي إننا وهم مشتركون في أننا خلقك وعبادك، فليسوا دوننا في الاضافة إليك بالخلق والتكوين، وفي ذلك شعور بالأخوة الإنسانية. ولكن اذا كانت الإنسانية قد جمعت، فالحق قد فرق بين عبادك المخلصين، وعبادك المعتدين، وان الشعور وقت الحرب بالأخوة الانسانية العامة يجعل القتل والقتال في أضيق دائرة، فلا يكون ثمة شره إلي الدماء، ولا رغبة في التخريب والدمار، وما أحوج القادة إلي هذا الشعور، اذن لكان القتل في الميدان وحده، ولاختفت المدمرات التي تخسف الأرض بما عليها من ديار ومن عليها من انسان«.
ويقول الشيخ محمد أبوزهرة في كتابه »نظرية الحرب في الاسلام« أن النبي »صلي الله عليه وسلم« نهي عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء، لأن هؤلاء ضعفاء لايقاتلون ولا رأي لهم في قتال، وأن ذلك منبعث من نظرية الحرب الاسلامية نفسها، وهي أن القتل ليس إلا دفعا للاعتداء، ومنعا للأذي، ولقد مر النبي »صلي الله عليه وسلم« بعد المعركة يتفحص القتلي، فرأي امرأة مقتولة، فغضب وقال: [هاه، ما كانت هذه لتقاتل، أدرك خالد فقل له لا تقتلن عسيفا ولاذرية] ولقد كان يغضب أشد الغضب اذا علم أن جنده قتلوا صبيا أو طفلا، ولقد بلغه قتل بعض الاطفال فوقف يصيح في جنده: »مابال أقوام جاوز بهم القتل حتي قتلوا الذرية، ألا لا تقتلوا الذرية، ألا لاتقتلوا الذرية، ألا لاتقتلوا الذرية«.
ان الاعتداء لايتصور من الذرية الضعاف، فكيف يحملون وزر اعتداء غيرهم وليست حرب الاسلام لإفناء الأعداء إنما هي لدفع الاعتداء، ولايصح أن يتجاوز القتال البواعث الذي بعثت عليه«.
>>>
أين هذا الرقي الحضاري من هذه الوحشية والحماقات التي يرتكبها اليهود من تدمير وخراب وفساد وإفساد وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم البيوت علي أصحابها.
إن ما يقومون به ليس له مثيل في التاريخ، ويتضاءل أمامه ما فعله النازيون بهم!!
إن ما فعلوه في كل العصور سجل أسود لتاريخهم الأسود في كل العصور.. لقد قتلوا الأنبياء، ودبروا المؤامرات ودمروا حتي العقائد، وأسهموا في إفساد النظريات العلمية ليجعلوها في صالحهم علي حساب الحقيقة!!
>>>
ونقرأ في كتاب (وعد الله واسرائيل) للأديب الراحل عبدالحميد جودة السحار، كيف أفسد اليهود كل شيء في مختلف العصور إلي اليوم، وكيف ناصبوا العداء حتي للأنبياء، وعبثهم بكل شيء.. ونكتفي بالوقوف مما قاموا به في العصور الحديثة.. فقد ساهموا مثلا في انتشار الشيوعية، وكارل ماركس الذي يفسر التاريخ تفسيرا ماديا يهودي ونظرية ماركس تأثر العالم كله بها.. الدول التي اعتنقتها والدول التي ناهضتها، وكانت تهدف هذه النظرية إلي أضعاف الدين.. كل دين.. ولايصبح له علي الأقل أي دور فعال ويقول عن هذه النظرية المؤرخ العالمي »توينبي« في مختصر التاريخ، وهو يتحدث عن هذه النظرية ودور اليهود فيها:
، أحل كارل ماركس الحتمية التاريخية معبودا له محل يهوه إله اسرائيل، وجعل من البروليتاريا الداخلية للعالم الغربي شعبه المختار مقام اليهود، وجعل من ديكتاتورية البروليتاريا مملكة المسيح، وقد برزت السمات اليهودية من خلال هذا الرداء المهلهل«.
>>>
وأخذ »فرويد« عن »دارون« حيوانية الانسان، فراح يبحث في النفس الانسانية، في المشاعر والانفعالات وراح يلوث تلك النفس ويهوي بها إلي الحضيض ولم يكتف بأن يقرر أن الحياة النفسية للإنسانية ليست حيوانية فحسب ولكنها كلها تنبع من جانب واحد من جانب الحيوان، هو الجنس المسيطر علي كل أفعال الانسان.
ان غرائز الانسان هي التي تحكمه وهي المسيطرة علي كل نشاطه، ولاوجود لما يسمي بالروح.
ويصر »فرويد« اصرارا محموما علي أن يفسر النفس كلها بجميع ألوان نشاطها من خلال الطاقة الجنسية، ويقرر أن الدين والأخلاق ما هما إلا انبثاق جنسي الرضاعة جنس، ومص الإبهام جنس، وتحريك العضلات جنس، والتبول والتبرز جنس، والالتصاق بالأم جنس، وهذا الالتصاق هو الذي يشكل الحياة النفسية للبشرية كلها أفرادا وجماعات.
وجاء في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون: : يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا... إن فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لايبقي في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرضاء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه«.
ويعرض لنا الكاتب كيف تهللت اليهودية العالمية بكل الأراء والنظريات والأفكار التي تهدم الدين.. كل دين ما عدا ديانتهم بالطبع، فقد اختفت اليهودية بأفكار »دوركايم« في الاجتماع، وأفكار نيتشة الملحدة..
فمثلا »نيشة« يستمر في تمجيد الانسان، ويبشر بالانسان الأعلي و»السوبرمان« ويعمل علي أن تحتل فكرة (الانسان الأعلي) فكرة الله.. فيقول: : إن الانسان الأعلي هو الإله الجديد، ان علينا أن نصنع الله!
ولكن حذار من أن نصنع الله علي صورتنا ومثالنا، إلها بشريا،إلها غاية في الانسانية، ولنضع أنفسنا نحن علي صورة الله ولتكن هذه الصورة فوق انسانية«.
: إنني أناديكم باسم الانسان الأعلي، فما الانسان إلا شيء ينبغي تجاوزه والعلاء عليه، ولكن ماذا عساكم فاعلون من أجل العلاء عليه؟ إن الكائنات جميعا حتي الآن قد خلقت شيئا أعلي منها، فهل تريدون لأنفسكم أن تكون بمثابة ضرر من هذا المد العظيم؟
أم لعلكم تؤثرون العودة إلي الحيوان علي التسامي فوق الانسان؟
ما الفرد بالنسبة إلي الانسان؟ أضحوكة أو سخرية خزي وعار.. هكذا سيكون الانسان بالقياس إلي ما فوق الانسان: أضحوكة وعارا.. أنني أناديكم باسم الانسان الأعلي هو معني الأرض لتكن إرادتكم »إن الانسان الأعلي« سيكون بحق معني الأرض.. وأنني أهيب بكم يا اخواني آن تظلوا مخلصين للأرض وألا تصدقوا أولئك الأدعياء الذين يحدثونكم عن آمال فوق أرضية« إلي آخر هذه الترهات الذي عمل اليهود علي ترويجها حتي يتم الإفساد في الأرض و.. ما أكثر الأفكار الفاسدة التي روج لها اليهود.
>>>
ويبدو أن اسرائيل لاتستفيد من التاريخ.. فهي بكل جبروتها العسكري، وبألونيها السبعة التي تحارب بها شعبا شبه أعزل من السلاح، لم تستطع أن تخضع الشعب الفلسطيني في غزة.. ورغم الجراح والآلام التي يعاني منها شعب فلسطين الصامد، فإن الحق سوف ينتصر مهما كانت الصعوبات.
ولازال متعلقا بذاكرتي هذا المشهد الذي يدل علي الإرادة العربية التي لن تهزم، مجسدة في العالم والطبيب المصري العالمي محمد غنيم الذي ذهب إلي فلسطين ليؤدي واجبه الإنساني في غزة وعندما تسأله الاعلامية مني الشاذلي عن كونه ثروة كونية يخشي عليها؟ يقول لها انه لابد أن يؤدي واجبه أما الموت فإنه لايخشي منه لانه يمكن أن يحدث علي أي طريق.
و.. الأمل أن يتوحد الشعب الفلسطيني ويدرك أنه في قارب واحد نحو هدف واحد.. وهو الانتصار باذن الله.
[right]