عندما غنى الملك "محمد منير" هذه الكلمات كان يطلب من الجميع أن "يعلي صوته بالغنى" لكي يتخطى أي أحزان أو أي صعاب.
ولكن في زمن – علمني النفاق والنبي يا أحمد – أصبحت كلمات منير تأخذ منحى آخر .. لسه ياما في عمرنا – إهانة – ولسه ياما في عمرنا – إنحطاط – ولسه ياما في عمرنا – تخلف – ولسه ياما في عمرنا – نفاق – ولسه ولسه ولسه .
في مباراة يانج أفريكانز الأخيرة أمام الأهلي هتفت الجماهير ضد الحكومة والأمن ومجلس إدارة الأهلي ..
وبعض المرتزقة " قال إيه " أتخضوا ومش عارفين ليه الناس بتشتم الحكومة وبتشتم الأمن وبتشتم مجلس إدارة الأهلي ؟؟)
المرتزقة .. سيقولون إنها " فئة أجيرة ضالة مضلة تتبع جهة خارجية تريد ضرب أمن مصر "!!
المرتزقة .. سيقولون " هذا ما كنا نحذر منه " الجمهور ده إرهابي " ويجب أن نقف أمامه بكل عنف وبكل صرامة لأننا ندافع عن كرامة وطن " سلملي على الوطن يا كابتن !!"
المرتزقة .. سيقولون " كيف تُسب الحكومة والأمن على الملأ " ولهم أقول " ألا تعلمون أنها تُسب كل يوم على الملأ وعلى اللي مش ملأ ولا أنتوا عايشين في دولة تانية !! "
من قبل قلتها ... الكرة هي انعكاس حقيقي للمجتمع .. ولم يصدقني أحد ... لم يصدقني لا المرتزقة ولا المنافقون الجدد ولا حتى أصحاب الأقلام والمنارات الإعلامية الحرة .
لم يصدقنا أحد عندما قلنا إن مواجهة الجمهور الذي هو جزء من هذا الشعب سوف تودي بنا في النهاية وتدخلنا في " متاهة " لا يعلم مداها إلا الله واحنا مش ناقصين متاهات " وكفاية متاهة علي بابا اللي احنا عايشين فيها ديه "
مرة أخرى أيها السادة نقولها .. الشباب المصري فقد الثقة فيكم " حكومة وأمن وإعلام وصحافة " ولكي تستعيدوا هذه الثقة يجب أن تقوموا بعمل كبير ومستمر لفترة طويلة حتى تعيدوا الى شباب هذا الوطن ثقته فيكم وفي بلده وفي مستقبله وليس من مصلحتكم أن تتهموا هؤلاء الشباب بكل ما هو سئ " مشاغبون – مدمنون – تافهون – مجانين " لأن كل هذه الاتهامات مردودة عليكم .. فعفوا .. أنتم السبب !
وهذا الشباب لا يحتاج إلى " أول طلعة جوية" اللي "فتحت باب الحرية " ولا " أرمي حمولك عليا وانا اشيل عنك شوية " بتاعة الناس اللي هربانة من الجيش أصلا ولا محتاج أنه " يبوس الواوا " ولا محتاج أنه يجد نجوم المجتمع الذي يعيش فيه ما هم إلا مزورون وهاربون من التجنيد وقتلة ونصابون ونسمي بعضهم " نجم الجيل " ولا سن الفيل مش عارف !!
ولا يحتاج شبابنا لكلمات من نوعية " ما تقلش ايه ادتنا مصر" و "يا حبيبتي يا مصر يا مصر" و "عاش الملك مات الملك" و "بالروح بالدم نفديك يا زمالك" ( معلش مشوها زمالك ) !
الشباب المصري يحتاج الى :
1- أن يعرف ما هي حقوقه وما هي واجباته
2-أن يعرف ما هو مستقبله في هذا الوطن
3- أن يعرف لماذا يكذب عليه الجميع ولماذا لا نسمع الحقيقة إلا من خارج هذا الوطن
4- أن يعرف هل يحق له أن يذهب الى ملاعب كرة القدم لكي يشجع فريقه ويخرج طاقة كامنة بداخله في تشجيع هذا الفريق أم أن هذه الفكرة أصبحت من " المحرمات "
5- الشباب يحتاج أن يعرف هل هو مقبول في هذا المجتمع أم أنه شئ مطلوب الخلاص منه ؟
6- شباب مصر أيها السادة ومنهم جماهير الكرة تحتاج الى أن نتحدث معهم يوميا ونفهم منهم وننقل لهم وجهة نظرنا ونستمع الى وجهة نظرهم ( من الآخر الشباب يحتاج أن يشعر أنه جزء من مجتمع يستطيع أن ينجح ) وليس جزء من مجتمع مكتوب عليه أن ينهار ؟؟
7- الشباب المصري وقبل كل ذلك محتاج " مثل أعلى " يراه أمامه ويثق فيه ( تريكة مثلا ) ولكنه ليس محتاج الى – كذابين زفة – علشان الشباب " هرشوا كل كذابين الزفة "
نريد ان نعرف لماذا لا يوجد لدى شبابنا أمل ولا ثقة في هذا الوطن وفي كرة هذا الوطن وفي مرور هذا الوطن وفي رموز هذا الوطن !!
أيها السادة .. يا كل إعلاميي مصر.. أنتم الآن أمام لحظة فارقة .. فإما أن نظل ( مرتزقة ) وإما أن نقوم بدورنا المنوط لنا وهو أن نتعامل مع الكرة على أنها ( كرة قدم ) تعامل جماهيرها كما يعامل الجمهور في جميع أنحاء العالم لأن الاستادات مكان يخرج فيه الشباب حماسه ( لناديه – لوطنه – لرموزه ) وليس مكان لكي يسب فيه الشباب ( ناديه – ووطنه – ورموزه ).. حد فهم أي حاجة ؟؟ أشوف وشكم بخير برده